منتديات وطني دوما نحو التمييز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات وطني دوما نحو التمييز

الإرتقاء غايتنا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اليتيمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام للمنتدى
Admin
المدير العام للمنتدى


المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 11/10/2007
العمر : 37

اليتيمة Empty
مُساهمةموضوع: اليتيمة   اليتيمة Icon_minitimeالإثنين 22 أكتوبر - 9:10

... فما إن تحلقوا حولها حتى انبرت أعينهم الصغيرة ترسوا متسارعة في غير إبطاء على قسمات وجهها المكسو بتجاعيد السنين، وكأنها أمواج متراكبة، فبدا محياها مضطربا بأحزان على بقايا أحزان، ثم إن الوجوه البريئة أرهفت السمع متطلعة إلى استقبال أولى كلمات القصة الجديدة، التي وعدوا بها ...
ولم تكن الطفلة يا أحبائي ويا حبيباتي تعرف طعم القهر ولا مذاق الحزن في ظل من أودعاها برفق وحنان في عينيهما، وأسكناها بمودة ورحمة في فؤاديهما، ولم تكن يا أزهاري تجد حسا للعسف ولا ركزا للمهانة في حياة من نال القهر والحزن من زهرة شبابهما، وعبث الظلم بقلبيهما، وأدمت المهانة كرامتهما في سبيل إسعاد وحيدتهما ...
لقد غابت بسمتها الصغيرة يوم رحل من أنفق من أجل أمنها وراحتها أنفاسه في التعب الشديد، وبذل خفقات قلبه في التضحية بالغالي والنفيس، وذات البسمة هجرت ثغرها يوم فارقتها من حملتها وهنا على وهن، وآثرتها على نفسها في اليقظة والمنام ...
منذ ذلك اليوم يا صغاري تسرب الحزن إلى أعماقها، فألقى مرساته، وأحاط بها القهر من كل جانب إحاطة الذئب بالفريسة، فتجرعت فنونا من الجور وألوانا، وقرأت مكرهة كتاب الإذلال متنا وعنوانا ...
ثم إن الجدة توقفت فجأة عن السرد، فأجهشت بالبكاء، وانساب الدمع لهبا لاسعا على خديها، وحالت أمواج الذكرى المتلاطمة بينها وبين خاتمة الحكاية، فظلت أعين الصغار شاردة غارقة في وجهها الباكي، وأسماعهم تترقب النهاية ...

أبو شامة المغربي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اليتيمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات وطني دوما نحو التمييز :: منتدى الرواية و القصة القصيرة :: قسم الرواية والقصة القصيرة-
انتقل الى: