الحـبُّ علَّمنِـي ما لـذَّة الأرقِ
تَحتَ الغصونِ الَّتِي تلتفُّ بالوَرقِ
لا آلفَ النومُ أجفاناً على سَمـرٍ
سَل القلوبَ من الأفواهِ والحَـدَقِ
يا حبَّذا ليلـةٌ أرخَـت ستائرهـا
على المنازلِ والجنَّـاتِ والطُّـرُقِ
كنَّا نبوحُ بأسرارٍ وتَكتُمُها وَنَحنُ
فِي الروضِ كالنجمينِ فِي الأُفـقِ
وللنَّسيم على الأغصـانِ هَينَمَـةٌ
وهي التحيَّةُ بالأزهـارِ والعبـقِ
لَهت بشعري يَداها مدَّةً ويَـدي
تلهو بِخاتَمها والعقـدِ والحلـقِ
حتَّى اعتَنَقنا فأغضَت طَرفها خَجَلاً
من النُّجومِ الَّتِي تَرنُو من الغَسَـقِ
ظَلت معانِقَتِي حتَّى إذا غمضـت
أجفانها وسَناً أغفَت على عنُقـي
فبتُّ أحبسُ أنفاسي وأنشقُ مـن
أنفاسِها مسكناً ما بِي من القلـقِ
ما كان أسعدَنِي فِي ضمِّها أبـداً
بينَ الذراعينِ لولا طلعـةُ الفلـقِ
فقمت أسحـبُ أذيـالاً مبلَّلـةً
من النّدى ومُوَشَّـاةً مِنَ الشَّفَـقِ
وقُلتُ يا أيُّها النـوّامُ أرحَمُكـم
هلا عَشِقتُـم وذقتم لـذَّةَ الأرقِ
[b]