رأيــت دموعــك

رأيت دموعك

رأيت دموعك....رأيتها بعد تيقني انه من المستحيل أن تعاودك مرة أخرى....كررت النظر إليها من كل زاوية ومن كل جانب حتى تشبعت نيران حقدي....بماء بارد...أسكبته عيناك المنكسرة الحزينة التي لا تقوى حتى النظر لعيني ....ارتسمت ابتسامة قلما تظهرها ملامحي.....ابتسامة منعتني أنت من التمتع بها لسنوات طويلة

لا أنكر لونها.....فهي اسود من ذاك القلب الذي كنت يوما أهواه....الذي كان يتغنى حديثي بذكره ومقدار عشقي له....والآن أصبحت الأغنيات بكلمات قاسية......تسعى لزيادة تلك النبرات شعوراً الانكسار.....

لأيام لا تنسى كانت كلماتك الآمرة الناهية والآن....فلتنسى الماضي ولتتذكر هذه اللحظة التي أنا فيها من يأمر وأنا فيها من يقرر....أيها الظالم أيها القاسي تألمت كثيرا كي أعيش تحت عرشك واخدم كبريائك واكتم بين أضلعي دموع ونبرات استنجاد بالمستحيل أن يصبح ممكنا أن أزول من أمام عينيك كي أتوهم الراحة في بعدك...تعبت وتنفست الصعداء لدى سماعي صرخاتك وبكائك...أيها الرجل

احكم على هاتين الشفتين بالصمت الأبدي.....وعلى تلك العينين بالدموع الحارقة ....قهراً لقلبك الذي عذبني.....أحكم على جسدك بالجلد عدد أيام العذاب التي كانت فيها حياتي معك......الجلد بسياط الظلم الذي اعتادت عليه معالم جسدي .....احكم على هواك بكرهي الذي لا ينتهي مادامت روحك في هذه الدنيا ......احكم على يديك.....آه....كم يصعب علي الحكم ...لأن تلك اليدين...قد كانت تضمني بحنان خادع....تلمسني وتتأمل ملامحي برقة وعطف أزلي.....والآن تمسك خنجرا لتتطعن قلبا لم يكن لها سوى الحب....احكم عليها بالإعدام.....شنقا بحبال قهري.....نهاية لألمي.....بحثت كثيرا عن حكم يصدر ضدك....ولم أجد وللأسف حكم شاف لجراحي حكما يخفف ألآلام لا تنتهي سببها أنت...أقسى الأحكام حكمتها وبقي الحكم الأوحد....الذي وبكل ما تبقى في جسدي من عطف وشفقة....احكم عليك.....بالموت...أيها المخادع فلتمت..